الجلسة المنهي عنها

*****( بسم الله الرحمن الرحيم )*****

في سنن أبي داود رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلا من أصحابه قد وضع
يده اليسرى خلف ظهره، وأتكئ بإلية يده اليمنى على الأرض، إلية اليد: (هي
اللحمة التي تكون في أعلى الكف) وصورتها أن يضع يده اليسرى خلف ظهره ويتكئ
بإلية يده على الأرض، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((أتقعد قعدة المغضوب
عليهم؟)) فدل على أن هذه الصفة من الجلوس منهيٌ عنها، هذه الصفة قد لا
تُفعل و لكن يُفعل ما يشابهها، بعض الناس إذا جلس و أراد أن يسترخي وضع
كلتا يديه خلف ظهره وأتكئ بكلتا يديه على الأرض، هنا صدق عليه أنه وضع
اليسرى خلف الظهر وأتكئ باليد اليمنى على الأرض، لكن لو وضع اليدين من
الجانبين وأتكئ عليهما فلا بأس بذلك، كأن يضع يده اليمنى عن جانبه الأيمن
ويده اليسرى عن جانبه الأيسر، الإشكال لو وضع كلتا اليدين خلف الظهر متكئاً
عليهما هنا قد وقع في المحظور، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((أتقعد قعدة
المغضوب عليهم؟)) من هم المغضوب عليهم؟ إما أن يكون هؤلاء هم اليهود كما نص
على ذلك الحديث عند الترمذي: (اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون)، وإما
أن يكون المقصود أن هذه القعدة قعدة أهل النار لأنه ورد عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - عند ابن ماجة أنه رأى رجلا قد نام على وجهه فقال: ((هذه
ضجعة أهل النار)) ومن هنا نعلم أن الإسلام عظيم أراد أن ينئ بالإنسان من أن
يشابه الكفار لا في الجلوس ولا في اللباس ولا في الحركات وما شابه ذلك لم؟
لأن التشبه بالكفار في الظاهر يودي بالتشبه بهم في الباطن، ولذا قال النبي
- صلى الله عليه وسلم - كما عند أبي داود: (من تشبه بقوم فهو منهم) فمن
هنا يجب علينا أن نثقف أبناءنا لأن كثيرا من أبنائنا في هذا الزمن قد حاكوا
المشركين ولاسيما اللاعبين في أشياء كثيرة منها الملابس، منها الحركات،
منها قصات الشعر منها الألبسة التي يلبسها هؤلاء الكفار و يكتبون عليها
أسماءهم، فهنا يجب أن نثقفهم لأن هذا الأمر خطير، قد يلبسها الشاب ولا يقصد
التشبه ولكن قد يودي به في نهاية الأمر أن يفعل مثل ما يفعلون، إذاً النبي
-صلى الله عليه وسلم- حذر أمته من أن يحاكوا الكفار ومن بين هذه المحاكاة
هذه الجلسة التي قلتها لكم ووصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها قعد
المغضوب عليهم، وكذلك النوم لا تنم على البطن ولا تنم على الوجه فهي ضجعة
أهل النار.

نسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

المصدر // http://www.albahre.com